أقيم يوم الأحد الماضي بمقر أسرة الأدباء والكتاب حفل تدشين كتاب "الحركة الشعرية في البحرين مهاد التكوين والتأسيس" للناقد عبدالقادر المرزوقي، وديوان "ذروها" للشاعر صالح يوسف، وأدار الحفل الشاعر فواز الشروقي. وقد افتتح رئيس مجلس إدارة الأسرة راشد نجم كلامه بالحديث عن الحراك الأدبي الأخير الذي تشهده المملكة، مؤكداً دور المؤسسات الأدبية والثقافية في تعزيز المشهد الثقافي البحريني، وأن الأسرة تدعم الكتّاب باستمرار من خلال تخصيص يوم أسبوعياً لتدشين الكتب الأدبية المختلفة. مشيداً بعضوي مجلس الإدارة عبدالقادر المرزوقي والشاعر صالح يوسف، مثمناً إسهاماتهم الفاعلة في الأسرة لخدمة حقل الكتابة والأدب.
ثم تحدث المرزوقي عن مراحل الكتاب وفكرة إصداره، مستعرضاً ما دار بينه وبين مقدم الكتاب عبدالقادر فيدوح الذي حثه على المضي قدماً في هذا المشروع الذي يعد بلاشك مكسباً للمكتبة البحرينية والخليجية والعربية.
كتاب "الحركة الشعرية في البحرين مهاد التكوين والتأسيس" هو محاولة لقراءة المشهد الشعري البحريني في مهاده الأول، في مضارعته لحركة النهضة الأدبية في العالم العربي، وقد انتظمت هذه الدراسة على دراسة ورصد النتاجات الإبداعية في القرن الماضي، وربطها في الوقت ذاته بجدلية الأدب والبناء الاجتماعي في كينونتها الفكرية.
وقد اشتغلت هذه الدراسة بقراءة الشعر في البحرين وتحليله ومقاربته في اتجاهاته الثلاثة، التقليدي والوجداني، والواقعي، مسلطة الضوء على أنساقه السردية في مضامينها الدلالية من حيث البناء اللغوي والموسيقي، فجاءت نصوصاً وتشكلات تتناسب والتجربة الشعرية لمبدعيها.
ينقسم الكتاب إلى أربعة أبواب:
الباب الأول: النهضة الأدبية. الفصل الأول: الحياة الاجتماعية والأدب. الفصل الثاني: عوامل النهضة الأدبية.
الباب الثاني: اتجاهات الشعر. الفصل الأول: الشعر السياسي "القومي، الوطني، الإسلامي". الفصل الثاني: فنون أخرى "الشكوى - الغزل".
الباب الثالث: اتجاهات منهجية. الفصل الأول: ما بين الاتجاهين التقليدي والوجداني. الفصل الثاني: الاتجاه الواقعي.
الباب الرابع: اتجاهات فنية. الفصل الأول: الشكل في الاتجاه التقليدي والوجداني والواقعي. الفصل الثاني: المضمون في الاتجاه التقليدي والوجداني والواقعي.
بعدها تحدث الشاعر صالح يوسف صالح عن ديوانه الثاني والإصدار الرابع له، وما جاء فيه من قصائد، وقدم الديوان فواز بن عبدالعزيز اللعبون والذي قال عن الشاعر:
لقد كان صالح يوسف شاعر متضلعاً بفنه، ممتلئاً بإمكاناته، متوافراً على أدواته، وهو من الشعراء الذين يحتاج إليهم المشهد الشعري العربي الذي يتطلع إلى التنوع والتوازن، وذلك بالاعتزاز بالجذور مع الاعتزاز بالحاضر، وهذا في الشعر قليل لا يتوخاه إلا شعراء ذوو اقتدار خاص.
في الديوان شعر فطري يخاطب الروح، ويدلف إلى تضاعيفها بانسياب بالغ، هذا إلى جانب براعة لغوية تستوقف القارئ المميز، فالشاعر يتقن التعامل مع اللغة إتقان ملم محب، ويجيد لعبة المناورة التركيبية، ويستطيع ما يريد من المعاني بيسر. وتحتفظ صور الديوان الشعرية بجمالية بلاغية تعيدنا إلى كثير من الشعر العريق، لكن بلغة أقرب، وصدى أعذب، وتمتد التقانة الشعرية لتشمل الإيقاع بأوزانه وقوافيه، فما يستوقف الناقد خلل عروضي، ولا عيب تقفية، كما هو الحال لدى بعض الشعراء المعاصرين الذين يتساهلون مع الإيقاع تساهل تراخٍ، أو تساهل عجز.
جريدة البلاد البحرينية.